![]() XHost |
Oferim servicii de instalare, configurare si monitorizare servere linux (router, firewall, dns, web, email, baze de date, aplicatii, server de backup, domain controller, share de retea) de la 50 eur / instalare. Pentru detalii accesati site-ul BluePink. |
|
||
|
الشهادة ومكانة الشهداء في فلسطين
مكانة الشهداء
( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألاّ خوفٌ عليهم ولا هم يحزنون يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لا يضيع أجر المؤمنين ) آل عمران : 169
الموكب طويل جداً. وقافلة الشهداء ينضم إليها علَم جديد كل يوم.. آلاف من الشهداء من كل الأعمار رجالاً ونساءً.. يرفعون الرايات المعطرة بدمائهم الزكية الطاهرة.. ويرسمون معالم الطريق. عبروا إلى جوار بهم وقد أدّوا الأمانة دفاعاً عن أمة تستباح أرضها .. مقدساتها .. مساجدها .. أعراضها .. أرواح أبنائها .. أرضها .. كرامتها.. يتجرؤون على إسلامها .. على نبيها .. على قرآنها ... . كل مشروع شهيد كان ينتظر إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة. وكان يردد قول الله تعالى «فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون» وقد أكرمه الله بها ليأخذ مكانه بين أسلافه الشهداء الذين ضحوا بأرواحهم لتكون كلمة الله هي العليا .
والشهادة في فلسطين عنوان الشهادة الحية الواضحة بأجمل معانيها التي لا لبس فيها ولا غموض، وقد أعطت للإنسان كل أنواع الشهادة وألوانها فشهادة شيخ الشهداء أحمد ياسين على كرسيه المتحرك ، واستشهاد أسد فلسطين طبيب الأطفال القائد د. عبد العزيز الرنتيسي، واستشهاد المفكر القائد على مكتبه الشيخ جمال منصور واستشهاد الأم الرؤوم ريم الرياشي، واستشهاد الطفل الرضيع والطفلة التلميذة، والعجوز عند زيتونتها، والمقاتل في ميدان المعركة .... . ولكن الشهيد ينال ما لم ينله أحد: قال علية الصلاة والسلام " يُعطى الشهيد عند أول قطرة من دمه ست خصال : تكفر عنه خطاياه ، ويرى مقعده من الجنة ، ويزوج من الحور العين ، ويؤمن من الفزع الأكبر ، ومن عذاب القبر ، ويحلى حلّة الإيمان ".
الشهادة أمنيّة رسول الله قال صلى الله عليه وسلم : " لولا أن أشق على أمتي - أو قال : على الناس - لأحببت أن لا أتخلف عن سرية تخرج في سبيل الله ، ولكن لا أجد ما أحملهم عليه ولا يجدون ما يتحملون عليه ، ولشق عليهم أن يتخلفوا بعدى أو نحوه ، ولوددت أني أقاتل في سبيل الله ، فأقتل ثم أحيا فأقتل " .
قال القرطبي رحمه الله في تفسيره: وفي الحديث فضل الشهادة على سائر أعمال البر؛ لأنه عليه السلام تمنّاها دون غيرها، وذلك لرفيع منزلتها وكرامة أهلها، فرزقه الله إياها؛ لقوله: " صلى الله عليه وسلم ؛ لقوله صلى الله عليه وسلم في وجعه الذي مات فيه: "ما زالت أكلة خيبر تعاودني، فالآن أوانَ قطَعَت أَبْهَري" في إشارة إلى الشاة المسمومة التي قدمتها له امرأة يهودية عقب خيبر .
الشهادة أعظم مراتب ذكر الله قال الإمام الغزالي رحمه الله في الإحياء: قال تعالى "ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم" الآية. لأجل شرف ذكر الله عز وجل عظمت رتبة الشهادة لأن المطلوب الخاتمة ونعني بالخاتمة وداع الدنيا والقدوم على الله والقلب مستغرق بالله عز وجل منقطع العلائق عن غيره. فإن قدر عبد على أن يجعل همّه مستغرقاً بالله عز وجل فلا يقدر على أن يموت على تلك الحالة إلا في صف القتال. فإنه قطع الطمع عن مهجته وأهله وماله وولده بل من الدنيا كلها فإنه يريدها لحياته وقد هون على قلبه حياته في حب الله عز وجل وطل مرضاته فلا تجرد لله أعظم من ذلك، ولذلك عظم أمر الشهادة وورد فيه من الفضائل ما لا يحصى.
من سأل اللهَ الشهادةَ بِصدقٍ بلغ منازلَ الشهداء قال ابن قيم الجوزية رحمه الله في عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين فتأمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: "من سأل الله الشهادة صادقاً من قلبه بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه" ولا ريب أن ما حصل للمقتول في سبيل الله من ثواب الشهادة تزيد كيفيته وصفاته على ما حصل لناوي ذلك إذا مات على فراشه وإن بلغ منزلة الشهيد فهاهنا أجران: أجر وقرب، فإن استويا في أصل الأجر لكن الأعمال التي قام بها العامل تقتضي أثراً زائداً وقرباً خاصاً وهو فضل الله يؤتيه من يشاء.
الشهيد يعيش معاني النصر ويسمو بوعد الله كلما اتضحت الأهداف للإنسان وكلما أعدّ العدّة ليقوم بخدمة هذه الأهداف وتحقيقها في نفسه وفي الحياة من حوله وكلما اتّسعت دائرة النفع به كانت قيمة الإنسان، فليس من يعمل لنفسه كمن يعمل لغيره، وليس من يعمل لقريته كمن يعمل لأمته، وليس من يعمل لأمته كمن يعمل للإنسانية جمعاء، الناس يتفاوتون، وعلى قدر إيمان المرء تتفاوت منزلته، هناك أناس آتاهم الله من الإيمان ما يستطيعون أن يواجهوا به المشكلات ويتخطوا به العقبات ويصنعوا به ما يشبه المستحيلات، ولذلك قالوا فرد ذو همة، يحيي أمة، وقال الله تعالى (إن إبراهيم كان أمة قانتاً لله حنيفا)، هناك أفراد كبار، الواحد منهم بأمّة
دماء الشهداء كانت دائماً وقوداً لحركات الجهاد والمقاومة والتحرير، ونوراً يضيء الطريق في غياهب الظلمات. وعندما تكون المعركة التي استشهد فيها تدور بين شعب مستضعف لا يملك من عناصر القوة المادية إلا نفسه، وقد حُرم من مناصرة إخوانه العرب والمسلمين، وبين أعتى قوّة عسكرية واقتصادية في المنطقة مدعومة بأشرس قوة عالمية، فهنا تشمخ الشهادةُ بالشهيد، وتتنزّل الملائكة من كلّ حدب وصوب لاصطحاب الروح الطيبة العملاقة في معراجها من قمّة الأرض إلى قمّة السماء.
والشهيد يحيا معاني النصر وهو على طريق الشهادة واصطفاء الله له بها فيشعر بوعد الله الذي لا يتخلّف: (يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم..) (إن ينصركم الله فلا غالب لكم..) (وكان حقاً علينا نصر المؤمنين..) ، ويشعر أنه جدير بالانتماء لهذه الأمّة المباركة (خير أمّة أخرجت للناس). ولئن فاتت شهداءنا مظاهر النصر النهائي، فلقد عاشوا بشائر النصر وعلاماته، كأنهم يرونه أمامهم رأي العين، وهو لم يغب عنه لحظة واحدة. وإذا كانت النفوس كبارا ..... تعبت في مرادها الأجسام وعندما يستشعر المؤمن روح الجهاد يمضي على هداية الله وإرشاده فقال: (والذينَ جاهدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وإنَّ اللهَ لَمَعَ المُحْسِنِينَ).
ومن أسباب النصر استشعار روح الإقدام على الاستشهاد؛ لأن الشهادة قمة الجهاد؛ ولأن المجاهدين إذا وضعوا أرواحهم على أَكُفِّهِمْ، واستعدوا حقًّا لبذْلِها في سبيل ربِّهم، صاروا قوَّة لا يغلبُها عدوٌّ، والله ـ جل جلاله ـ قد وعد هؤلاء الشهداء خير الوعد، فقال: (ولا تَحْسَبَنَّ الذين قُتلوا في سبيلِ اللهِ أمواتًا بلْ أحياءٌ عِندَ ربهمْ يُرزقُونَ . فَرِحِينَ بما آتاهمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ ويَسْتَبْشِرُونَ بالذينَ لم يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عليهم ولا هُمْ يَحْزَنُونَ . يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ وفَضْلٍ وأنَّ اللهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ المُؤْمِنِينَ)
الشهيد صدقَ العهدَ مع الله ] مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً [ ( الأحزاب : 23 فمنهم من بذل جهده على الوفاء بعهده حتى استشهد، ومنهم من ينتظر الشهادة وما بدلوا عهدهم ونذرهم. فقد تولّى الله هؤلاء الرجال بالصدق في أقوالهم وأحوالهم و صدق الحال بالشهادة أقصى الغاية في الوفاء لأنه شديد على النفس .
الشهداء في صحبة الأنبياء قال تعالى : [ (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقاً ] ( النساء : 69. وقال سبحانه : [ وَأَشْرَقَتِ الأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ ] ( الزمر : 69. 3- وقوله تعالى : [ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ] ( الحديد : 19. بيّن الله سبحانه وتعالى منزلة الشهداء إذ جعلها برفقة النبيين والصديقين لأن الشهداء أدى بهم حرصهم على الطاعة ، والجهد في إظهار الحق أن بذلوا مهجهم في إعلاء كلمة الله ولذلك جعل الله مكانتهم في الجنة مع الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم .
الشهادة اصطفاء من الله وفهم لسرّ الحياة قال تعالى: "وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء" آل عمران: 140أي يكرمكم بالشهادة . ومع عاشر الشهداء قبل اصطفائهم سيجد أن هناك إرهاصات للارتقاء وللصعود ولاعتلاء كرسي الشهادة فتجدهم في اللحظات الأخيرة على طهارة خالصة في أحاديثهم وفي حركاتهم وفي سكناتهم وفي الأريج المتدفق من ساحاتهم في التعليقات الأخيرة لهم والتي تمتلئ صدقا وحقيقة . الشهداء سادة هذا العالم لأن المولى عز وجل اختارهم واصطفاهم دون غيرهم عن هذا البحر الهائج من البشر فهم من فهموا سر هذا اللغز الذي نحياه ويصيب معظمنا بالحيرة هم من توصلوا للحقيقة " اطلب الموت توهب لك الحياة" .
*******************************************
الشهادة بوابة المسجد الأقصى
بقلم الدكتور إسماعيل سعيد رضوان عميد المكتبات بالجامعة الإسلامية
*تعريف الشهيد في اللغة: قال ابن فارس: (الشين والهاء والدال، أصل يدل على حضور وعلم وفي اللسان: شهيد على وزن فعيل، وهي أبنية المبالغة، والشهيد المقتول في سبيل الله، والجمع شهداء، واستشهد، قتل شهيداً، وتشهد، طلب الشهادة، والشهيد الحي، أي هو حي عند ربه. وقال ابن الأَنباري: سُمي الشهيد شهيداً لأَنَّ اللَّهَ وملائكته شُهودٌ له بالـجنة؛ وقـيل: سُمُّوا شهداء لأَنهم مـمن يُسْتَشْهَدُ يوم القـيامة مع النبـي علـى الأُمـم الـخالـية. قال الله عزّ وجل: (لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا) (البقرة: 143).
*تعريف الشهيد في الاصطلاح: وهو من مات من المسلمين في جهاد الكفار بسبب من أسباب قتالهم، قبل انقضاء القتال، كأن قتله كافر أو أصابه سلاح مسلم، أو عاد إليه سلاحه، أو تردى في بئر أو وهدة أو رفسته دابته فمات أو قتله مسلم باغ استعان به أهل الحرب. هذا تعريف الشافعية وعليه الحنابلة والمالكية، والخلاف بينهم وبين الحنفية في قضية الطهارة والبلوغ والعقل.
فضل الشهيد ومكانته: وردت في فضل الشهيد عدة آيات ومجموعة كبيرة من الأحاديث بينت فضل الشهيد ومكانته وفيما يلي بيان لذلك:- *الشهادة بيعة بين العبد وخالقه يقدم فيها العبد نفسه لله رخيصة فيستحق الجنة. قال تعالى: (إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:111).
*الشهادة اصطفاء وانتقاء واختيار والشهداء أحياء عند الله في جنان الفردوس يستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من بعدهم. إ(ِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ) (آل عمران 140).
(وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ)(البقرة:154). (وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ)(آل عمراز:169-171)
*الشهيد يتمنى أن يعود إلى الدنيا ثم يقتل عدة مرات لما يرى من النعم العظيمة عند الله. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَا مِنْ نَفْسٍ تَمُوتُ لَهَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ يَسُرُّهَا أَنَّهَا تَرْجِعُ إِلَى الدُّنْيَا وَلَا أَنَّ لَهَا الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا إِلَّا الشَّهِيدُ فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ فِي الدُّنْيَا لِمَا يَرَى مِنْ فَضْلِ الشَّهَادَةِ) ( حديث صحيح). عن أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَا أَحَدٌ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَلَهُ مَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا الشَّهِيدُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنْ الْكَرَامَةِ) (حديث صحيح). قال ابن بطال: (هذا الحديث أجل ما جاء في فضل الشهادة، وليس في أعمال البر ما تبذل فيه النفس غير الجهاد فلذلك عظم فيه الثواب)
* الشهيد تغفر ذنوبه، ويرى مقعده من الجنة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار، ويزوج اثنتين وسبعين من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه. عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَيَأْمَنُ مِنْ الْفَزَعِ الْأَكْبَرِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنْ الْحُورِ الْعِينِ وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ.
أفضل الشهداء الاستشهاديون، الذين يضحك لهم ربهم ولا يحاسبهم. عَنْ نُعَيْمِ بْنِ هَمَّارٍ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الشُّهَدَاءِ أَفْضَلُ قَالَ الَّذِينَ إِنْ يُلْقَوْا فِي الصَّفِّ يَلْفِتُونَ وُجُوهَهُمْ حَتَّى يُقْتَلُوا أُولَئِكَ يَنْطَلِقُونَ فِي الْغُرَفِ الْعُلَى مِنْ الْجَنَّةِ وَيَضْحَكُ إِلَيْهِمْ رَبُّهُمْ وَإِذَا ضَحِكَ رَبُّكَ إِلَى عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا فَلَا حِسَابَ عَلَيْهِ). (إسناده صحيح).
الشهيد يكلمه الله مباشرة دون واسطة ولا حجاب ويمنيه ما يريد. عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِي يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي قُتِلَ يَوْمَ أُحُدٍ وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا قَالَ أَفَلَا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ قَالَ قُلْتُ بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا فَقَالَ يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ قَالَ يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً قَالَ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ قَالَ وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا الْآيَةَ).(آل عمران:169).
أرواح الشهداء في جوف طير خضر في الجنة: عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ أَبِيهِ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْنِي أَنَّ أَرْوَاحَ الشُّهَدَاءِ فِي طَائِرٍ خُضْرٍ تَعْلُقُ مِنْ ثَمَرِ الْجَنَّةِ وَقُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ نَسَمَةٌ تَعْلُقُ فِي ثَمَرَةٍ أَوْ شَجَرِ الْجَنَّةِ. قال الترمذي: حسن صحيح قلت: (إسناده صحيح).
* الملائكة تظلل الشهيد حتى يرفع. عن مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْكَدِرِ قَالَ سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ (لَمَّا قُتِلَ أَبِي جَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ أَبْكِي وَيَنْهَوْنِي عَنْهُ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يَنْهَانِي فَجَعَلَتْ عَمَّتِي فَاطِمَةُ تَبْكِي فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبْكِينَ أَوْ لَا تَبْكِينَ مَا زَالَتْ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ تَابَعَهُ ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ سَمِعَ جَابِرًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ) ( حديث صحيح).
* الشهيد لا يجد من مس القتل إلا كما يجد الإنسان مس القرصة. عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَا يَجِدُ الشَّهِيدُ مِنْ مَسِّ الْقَتْلِ إِلَّا كَمَا يَجِدُ أَحَدُكُمْ مِنْ مَسِّ الْقَرْصَةِ). قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
* تكفل الله لمن جاهد في سبيله بالأجر أو الغنيمة أو الجنة. عن أبي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (انْتَدَبَ اللَّهُ لِمَنْ خَرَجَ فِي سَبِيلِهِ لَا يُخْرِجُهُ إِلَّا إِيمَانٌ بِي وَتَصْدِيقٌ بِرُسُلِي أَنْ أُرْجِعَهُ بِمَا نَالَ مِنْ أَجْرٍ أَوْ غَنِيمَةٍ أَوْ أُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ وَلَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ)
قال ابن تيمية: واعلموا أن الجهاد فيه خير الدنيا والآخرة وفى تركه خسارة الدنيا والآخرة، قال الله تعالى فى كتابه:( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُواْ إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ) (التوبة:52). يعنى إما النصر والظفر وأما الشهادة والجنة، فمن عاش من المجاهدين كان كريماً، له ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة، ومن مات منهم أو قتل فإلى الجنة.
فإن من الناس من يرغب في الأعمال الشديدة في الدين أو الدنيا مع قلة منفعتها؛ فالجهاد أنفع فيهما من كل عمل شديد، وقد يرغب في ترفيه نفسه حتى يصادفه الموت؛ فموت الشهيد أيسر من كل ميتة وهى أفضل الميتات وقال ابن تيمية: وكذلك اتفق العلماء فيما أعلم على أنه ليس في التطوعات أفضل من الجهاد، فهو أفضل من الحج وأفضل من صوم التطوع وأفضل من صلاة التطوع، والمرابطة في سبيل الله أفضل من المجاورة بمكة والمدينة وبيت المقدس، حتى قال أبو هريرة رضي الله عنه لأن أرابط ليلة في سبيل الله أحب إلي من أن أوافق ليلة القدر ثم الحجر الأسود، فقد اختار الرباط ليلة على العبادة في أفضل الليالي ثم أفضل البقاع ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يقيمون بالمدينة دون مكة لمعان منها أنهم كانوا مرابطين بالمدينة؛ فإن الرباط هو المقام بمكان يخيفه العدو ويخيف العدو، فمن أقام فيه بنية دفع العدو فهو مرابط، والأعمال بالنيات ..فهذا فى الرباط فكيف الجهاد.
إن الحديث عن الشهادة والشهداء يكتسب طابعاً مميزاً خاصةً إذا ما تعلق الحديث بشهداء الأرض المباركة فلسطين، شهداء الحرية والعزة والكرامة، شهداء العقيدة والمقدسات، الذين بنوا بجماجمهم ودمائهم صرح الإسلام العظيم، وأضاءوا لنا مشاعل الحرية، ورسموا لنا الطريق نحو التحرر من رجس الاحتلال حتى تعود لنا فلسطين حرة عربية إسلامية، وحتى يعود المهجرون إلى ديارهم إلى حيفا ويافا والمجدل وإلى ربوع هذا الوطن المغتصب.
لقد قدم أبناء شعبنا الفلسطيني آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين من أجل تحرير المقدسات، ورد العدوان، فلم يرهبهم الوعيد ولا التهديد ولا الاغتيالات ولا الاعتقالات ولا سياسة الإبعاد في التخلي عن أرض الآباء والأجداد، مسرى الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. { وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}
وكان على رأس أولئك الشهداء، شهداء حركة المقاومة الإسلامية حماس، وعلى رأسهم إمام الشهداء وشيخ الانتفاضتين وشيخ فلسطين وشيخ الأمة، الإمام أحمد ياسين، والذي كان واثقاً من نصر الله وتأييده يقول الشيخ:( المؤمنون يستمدون زادهم من ربهم أولاً، ومن دينهم ثانياً ومن دعم أهلهم وإخوانهم ثالثاً وينتظرون النصر) ويقول: (أؤكد لكم أن الله غالب على أمره، وأن ثقتنا في الله أولاً، ثم في شعوب أمتنا المسلمة، الشعوب المؤمنة كبيرة وعالية، وأننا بفضل الله ثم بدعائكم ودعمكم سننتصر، وسيجعل الله لنا ولكم بعد عسر يسراً.)
والذي انتفض العالم يوم استشهاده، فكان رمزاً للجهاد والمقاومة في فلسطين، ومعلماً بارزاً من معالم الأمة، حيث أثبت للعالم بأسره أن فلسطين هي أغلى من دمائنا وأرواحنا، وكل شيء يهون في سبيل الدفاع عن ثرى أولى القبلتين وثالث الحرمين، وأثبت للمتخاذلين الذين يملكون الصحة البدنية والمقدرات المادية والإمكانات العسكرية ولكنهم لم يملكوا الإيمان والإرادة ليفعلوا شيئاً لأجل فلسطين وشعب فلسطين، هم المشلولون حقاً { صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ } وبعد مرور عام على استشهاد شيخ المجاهدين، هل راجع المتساقطون حساباتهم الذين سجنوه، وعذبوه، وحاصروه وضيّقوا عليه؟ وهل تأكد الغافلون من أبناء الأمة أن الطريق الأقصر للوصول إلى بيت المقدس هو الجهاد الذي رسمه الشيخ الشهيد بدمائه الزكية؟
وإذا تحدثنا عن شيخنا الشهيد أحمد ياسين لا يفوتنا أن نذكر خلفه رئيس حركة المقاومة الإسلامية حماس الشهيد القائد الرباني أسد المقاومة الدكتور عبد العزيز الرنتيسي الذي مثل رمز التحدي والمقاومة وكسر شوكة الظلم، ورفض أن يساوم على الثوابت فأرهب أعداءه والذي ما زالت بصماته وكلماته بادية في مسيرة جهاد أبناء شعبنا. هذا القائد الرباني المجاهد الذي كان يواصل النهار بالليل وهو يتفقد المجاهدين في المواقع الأمامية ويعمل لصالح قضية أبناء شعبه، فرسم معالم الطريق لشباب الإسلام العظيم حتى لقي ربه مع رفاقه الشهيد القائد أكرم نصار والشهيد أحمد الغرة.
ونذكر القائد المفكر عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الشهيد الدكتور/ إبراهيم المقادمة الذي عرفته مساجد قطاع غزة، بحيث لم يخلد للراحة وهو يجوب مساجد القطاع الحبيب، حتى في الوقت الذي طلب منه أن يختفي عن الأنظار لأن اليهود لعنهم الله يهددون حياته، فرفض ذلك، وهو يتلو قول الله تعالى : } فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ{ حتى لقي ربه شهيداً مع إخوانه المرافقين له ومنهم الشهيد القائد/ خالد جمعة.
وفي أسبوع الشهداء نذكر الشهيد القائد عضو المكتب السياسي المهندس إسماعيل أبو شنب هذا القائد المحبب لإخوانه، الحنون على أبناء شعبه، الذي كان مهندساً بارعاً في الهندسة والسياسة حتى لقي ربه شهيداً ولا يفوتنا أن نذكر الجمالين الشهيد/ جمال منصور، والشهيد القائد/ جمال سليم، الذين جادا بأرواحها في سبيل الدفاع عن فلسطين.
ولم تقتصر التضحيات على الجناح السياسي بل قدم الجهاد العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس (كتائب الشهيد عز الدين القسام) كوكبة كبيرة من رموز العمل المقاوم وعلى رأسهم القائد العام لكتائب عز الدين القسام الشهيد القائد الرباني الشيخ صلاح شحادة، والذي نظم وجهز جيش فلسطين جيش العزة والكرامة، والذي أقض مضاجع اليهود، وأوقع الرعب والخوف في شوارع وحافلات وبيوت المغتصبين لديارنا فلسطين، ومن قبله الشهيد القائد مؤسس العمل العسكري في فلسطين الشهيد المهندس يحيى عياش الذي أرعب باسمه المحتلين وسار على أثرهم قادة العمل العسكري أمثال القائد عماد عقل، والشهيد القائد المهندس عدنان الغول الذي مثل هاجساً لليهود المغتصبين.
إن أمة تقدم خيرة أبنائها تستحق الحرية والحياة، وإن حركة تقدم قادتها لهي جديرة بالنصر وتستحق أن تطاع، فلم ترفع الحركة الإسلامية شعار الجهاد والمقاومة ويسكن قادتها في القصور العاجية، ويمرون بالممرات الأمنية، ولكنهم دعوا للجهاد ومارسوه ممارسة عملية، فانطلقت صواريخ الحقد والإرهاب الصهيونية من طائرات الأباتشي والاستطلاع، لتقتل شيخاً قعيداً يخرج من مسجده، وتغتال قائداً وأستاذاً ومفكراً ومعلماً ومهندساً.
فإذا نجح العدو في اغتيال كوكبة من قيادة الحركة الإسلامية حماس فإنهم لم ينجحوا ولن ينجحوا في اغتيال الإيمان والعزم من قلوبنا، وستكون دماء قادتنا نبراساً لنا ومشاعل نور وهداية لنا في طريق الجهاد والمقاومة، فبعد هذه التضحيات الجسام التي قدمتها الحركة الإسلامية وأبناء شعبنا، اليوم يعترف شارون اللعين بفشله في سياسة الإرهاب بعد الضربات المؤلمة له ولقطعان مستوطنيه، فمن أيام الغضب إلى زلزلة الحصون إلى السهم الثاقب، إلى حرب الأنفاق... الخ، فأصبح الجيش المغتصب يعيش حالة من الخوف والرعب والذهول فكلما سمع جندي قعقعة ظن أنه نفق من تحت أقدامه، وبعد أن كان شارون يقول غزة كـتل أبيب ، ورام الله كيافا، اليوم يفكر بسرعة الانسحاب من غزة، وشمال الضفة، يتخلى عن أحلامه التوراتية بدولة إسرائيل الكبرى، ويعلن استعداده لقبول أي تهدئة من فصائل المقاومة.
إن دماء قادتنا وشهدائنا لن تذهب هدراً، والحركة الإسلامية اليوم تتقدم على جميع الأصعدة في كل المواقع فمن المؤسسات إلى النقابات إلى البلديات لخدمة أبناء شعبنا. وعهداً لن ننساكم أيها الشهداء، فأنتم مشاعل النور والحرية والكرامة، وندعو الله أن يسكنكم الفردوس الأعلى.
|